
نابلس- سما برس - شروق الكلباني
في ليلةٍ غفا فيها البدر ، وتلاشى النورُ خلفَ قتامةِ الليلِ الطويل ، بعد هدهدة الأم لرضيعها وطفلها الصغير ، نامت قريرةَ العين هادئةَ النفس مسلّمةً روحها للّه .
قال "أبو حسن" جد الطفل أحمد الدوابشة في حوار حصري ل " سما برس" أن حالة أحمد الصحية جيدة وفي تحسن مستمر وأضاف " أحمد طفل قوي وسيتعدى هذه المرحلة بكل إصرار ".
ووصف "أبو حسن" حالته النفسية بقوله" عندما علم وأدرك إدراكاً تاماً أن أهله قد فارقوا الحياة أصبح يعيش و كانه في دوامة كالضائع لا يعلم أين هو ، كثيرة هي الأسئلة التي يطرحها علينا مرة تلو الاخرى "أين هي امي الآن هل هي فوق الشمس ؟ ام في مكان اخر؟ ولماذا لم تاتي لتزورني؟ " ومرة يتذكر أخاه الصغير ولحظات لعبه معه ومرة أخرى يتفاخر بقوة أبيه وحنانه " .
كما رفع "أبو حسن " من أهمية وجوده في حياة أحمد بقوله " يجب أن أكون قوياً قادراً على تحمل المسؤولية هذه التي لا تحملها جبال لأن كلام أحمد يحرق قلبي وتعلقه بي يشعرني بالمسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقي ، لو ضعفت سيضعف هو أيضا وستتراجع حالته وتزداد سوءا ".
انتظرت عائلة ريال مدريد - من أكبر النوادي الإسبانية - قدوم أحمد لها حاملاً أحلامه المفعمة بالبراءة وعشقه الكبير لكرة القدم وأهلها حاملاً بعض الأماني وتاركاً في وطنه البعض الآخر .
زيارةً تركت الأثر الكبير والعميق في نفس أحمد عند وصوله لإسبانيا والتقائه بنجم الكرة المدريدية كريستيانو رونالدو وناديه الملكي الذي رحب بأحمد أشد ترحيب كما أشار جده "أبو حسن" .
وأضاف "أن أحمد رجع إلى فلسطين محملاً بالكثير من الذكريات الجميلة و الهدايا وعلى رأسها التيشيرت الموقّع من كل لاعبين النادي الملكي ما غير من نفسيته كثيرا، وأنساه ذكراه وجروحه المؤلمة" .
وعن الهدف من وراء هذه الزيارة أكد أبو حسن " أنها في المقام الأول كانت لتلبية رغبة أحمد وتحقيق أمنيته والترويح عن نفسه وفي المقام الثاني والأهم كانت لإرسال رسالة للعالم أجمع بقضية هذا الطفل الشاهد على جرائم المحتل الصهيوني وفظاعة تدبيره، وإيصال همه وأوجاعه التي هي جزء لا يتجزء من معاناة الشعب الفلسطيني".
دوما - نابلس - الساعة الثانية فجراً بتوقيت القدس المحتلة ، مزّق ثلاثة مستوطنين هدوء ليلة الحادي والثلاثين من شهر تموز ، صهاينة حاملين الحقد والكراهية والعنصرية في قلوبهم ، ومتسللين بكل جشع إلى البيت الصغير الحالم
إلى بيت "سعد الدوابشة" ، كسروا النوافذ ورموا من خلالها زجاجات حارقة سريعة الإشتعال ، لم يكد الجيران يهرعون على صرخات الأبرياء حتى أكلت النار من أجسادهم ما يكفي لأن يلفظو أنفاسهم فوراً، مات الرضيع أولاً ثم لحقه الأب - الذي غطت الحروق جسمه بنسبة 99% - ظلت الأم متمسكة بالحياة على أمل العودة لطفلها الوحيد المتبقي أكثر من ثلاثين يوماً لكن وقعَ الموت كان أقوى ، كان أشد فلحقت المعلمة والأم رهام بزوجها ورضيعها إلى الرفيق الأعلى.
الطفل أحمد الدوابشة الناجي الوحيد من محرقة عائلة الدوابشة الذي غطت الحروق 60% من جسده الضعيف والذي يرقد الآن منذ أكثر من سنة مع جده "أبو حسن" بمستشفى تل هشومير "الإسرائيلي" لتلقي العلاج ، الطفل ذو الأربعة أعوام لم تثنيه الآلآم ولم يستسلم لحروق جسده قاومها ببسمةٍ قال عنها جده أنها "حرقت القلوب ، وتحدت الأعداء" ، تحدثنا عن أحمد مع جده، ما هي أحلامه كيف صحته ونفسيته كيف أصبح أحمد الآن بعد سنة من العلاج؟حالة أحمد الصحية والنفسية
ووصف "أبو حسن" حالته النفسية بقوله" عندما علم وأدرك إدراكاً تاماً أن أهله قد فارقوا الحياة أصبح يعيش و كانه في دوامة كالضائع لا يعلم أين هو ، كثيرة هي الأسئلة التي يطرحها علينا مرة تلو الاخرى "أين هي امي الآن هل هي فوق الشمس ؟ ام في مكان اخر؟ ولماذا لم تاتي لتزورني؟ " ومرة يتذكر أخاه الصغير ولحظات لعبه معه ومرة أخرى يتفاخر بقوة أبيه وحنانه " .
كما رفع "أبو حسن " من أهمية وجوده في حياة أحمد بقوله " يجب أن أكون قوياً قادراً على تحمل المسؤولية هذه التي لا تحملها جبال لأن كلام أحمد يحرق قلبي وتعلقه بي يشعرني بالمسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقي ، لو ضعفت سيضعف هو أيضا وستتراجع حالته وتزداد سوءا ".
#الدوابشة_إلى _ مدريد
الدوابشة إلى مدريد بهذا "الهشتاغ" أخبر الفلسطينيون والمحبون العالم عن دعوة نادي ريال مدريد الطفل أحمد الدوابشة إلى النادي للقاء لاعب كرة القدم البرتغالي كرستيانو رونالدو ، حلماً أصبح حقيقة ، وحب ترجم لأفعال ، وأمنية تلبى لطفل لم يرى منذ سنة نور الحياة بعد أمه.انتظرت عائلة ريال مدريد - من أكبر النوادي الإسبانية - قدوم أحمد لها حاملاً أحلامه المفعمة بالبراءة وعشقه الكبير لكرة القدم وأهلها حاملاً بعض الأماني وتاركاً في وطنه البعض الآخر .
زيارةً تركت الأثر الكبير والعميق في نفس أحمد عند وصوله لإسبانيا والتقائه بنجم الكرة المدريدية كريستيانو رونالدو وناديه الملكي الذي رحب بأحمد أشد ترحيب كما أشار جده "أبو حسن" .
وأضاف "أن أحمد رجع إلى فلسطين محملاً بالكثير من الذكريات الجميلة و الهدايا وعلى رأسها التيشيرت الموقّع من كل لاعبين النادي الملكي ما غير من نفسيته كثيرا، وأنساه ذكراه وجروحه المؤلمة" .
وعن الهدف من وراء هذه الزيارة أكد أبو حسن " أنها في المقام الأول كانت لتلبية رغبة أحمد وتحقيق أمنيته والترويح عن نفسه وفي المقام الثاني والأهم كانت لإرسال رسالة للعالم أجمع بقضية هذا الطفل الشاهد على جرائم المحتل الصهيوني وفظاعة تدبيره، وإيصال همه وأوجاعه التي هي جزء لا يتجزء من معاناة الشعب الفلسطيني".
ولم ينس الجد "أبو حسن" أن ياخذ أحمد معه في طريق عودتهم من إسبانيا إلى قريته دوما في نابلس عند أهله وجده وأقربائه وأبناء قريته قبل العودة إلى المستشفى وقال " فرحة أحمد بالعودة إلى دوما لم تبلغها فرحة ، فأخذ أحمد يتفحص أوجه محبينه وكأنه يراهم لأول مرة فعام كامل من الفراق زاد من لوعة الاشتياق ".
يتابع جد الطفل لقد أصبح تعلق أحمد بي تلقائيا حتى قبل علمه باستشهاد عائلته ؛ حيث قال له ذات يوم "إذا أبوي مات مين بدو يجي بدال أبوي ؟ أنت بدال ابوي؟ " ومرة أخرى يمسك بوجه جده قبل ذهابه للمحكمة ويقول له " لا تروح عليهم هسا بحرقوك مثلي " ويكمل " إن أحمد لا ينام الا وأنا بجانبه أحضنه كما أمه ،إن تركني أحمد للحظات يعني أنه سيعيش فراغاً سيمتلئ بالذكريات التي بذلنا جهداً كبيراً على ألا تعود إلى ذهنه إنه وجد بي المثل الأعلى بعد أبيه والصدر الأحن بعد أمه وإنني لن أخذله يوماً و سأعمل جاهدا ً لألبي طلباته واحتياجاته وأعوض طفولته المسلوبة باكراً".
ككل الأطفال أحمد مليئ بالأماني والطموحات ، فعلى الرغم من حبه الشديد لكرة القدم إلا أنه لم يتمنى أن يصبح لاعباً ، كما قال جده ؛ كان يريد أن يصبح رجل أمن والآن يريد أن يصبح طياراً ، فماذا عن الغد؟!
طفل لم يتجاوز الخمسة أعوام انتصر بحب الناس له ووقوفهم معه ودعمهم لقضيته وانتصر هو لنفسه بهذه الإبتسامة الجبارة، لربما أراد أن ينتقم ممن حرقوه بها أو ربما أراد أن يرسل رسالة للعالم أجمع أن هذه بلاداً فيها "قوماً جبارين" .
"أبو حسن" الأب والجد
أحلامه وطموحاته
طفل لم يتجاوز الخمسة أعوام انتصر بحب الناس له ووقوفهم معه ودعمهم لقضيته وانتصر هو لنفسه بهذه الإبتسامة الجبارة، لربما أراد أن ينتقم ممن حرقوه بها أو ربما أراد أن يرسل رسالة للعالم أجمع أن هذه بلاداً فيها "قوماً جبارين" .
سما برس_فيديو حصري
![]() |
احمد يتفحص وجوه احد الاطفال بعد عودته الى دوما |
![]() |
احمد الدوابشة |
![]() |
الرئيس محمود عباس يستقبل احمد بعد عودته من اسبانيا |
![]() |
الطفل احمد الدوابشة يقبل صورة امه المتوفاة |
![]() |
احمد مع جده في زيارته لدوما |
![]() |
اللاعب كريستيانو رونالدو يوقع على تيشيرت احمد الدوابشة |
الإبتساماتإخفاء